مع بداية سبتمبر 2025، بدا السوق حذرًا، حيث لم يكن ارتفاع الأسعار نتيجة ضعف الطلب، بل كان انعكاسًا لتحفظ المنتجين البرازيليين الذين فضلوا الاحتفاظ بالقهوة كمخزون وقيمة استثمارية في ظل بيئة سياسية واقتصادية غير مستقرة. في الوقت نفسه، بدأ المخزون المعتمد بالتناقص تدريجيًا، ما عزز الضغوط على البورصات، التي سجلت تقلبات حادة داخل اليوم الواحد. ومع توقعات هطول الأمطار في Espírito Santo وMatas de Minas، ارتفع التفاؤل حيال المحصول القادم، رغم أن الطقس لم يكن المحرك الرئيسي للأسعار في تلك المرحلة.

مع منتصف سبتمبر، بدأت الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر بشكل ملموس على السوق. ارتفعت أسعار نيويورك إلى 396.85 سنتًا للرطل على عقد Z5، في حين تراجعت الصادرات الأمريكية وزادت الشحنات إلى المكسيك وكولومبيا. استمر انخفاض المخزون المعتمد، ما جعل الانعكاس السعري بين العقود الطويلة والقصيرة يمثل عقبة أمام التداول في الأشهر التالية، فيما بقي المستثمرون والمضاربون يراقبون الأخبار السياسية والاقتصادية عن كثب، مدركين أن أي تصريح أو تطور يمكن أن يحرك الأسعار بشكل حاد.

مع حلول منتصف أكتوبر، استمر السوق في التحرك بذبذبات متقطعة، مدفوعًا بانخفاض المخزون وزيادة الترقب بشأن الرسوم الجمركية. سجل الأسبوع المنتهي يوم 19 أكتوبر ارتفاعًا ملحوظًا، حيث أغلق KCZ5 مرتفعًا بنسبة 6.5% وRCX5 بنسبة 1.8%، مع استمرار المخزون عند 467,110 كيسًا. ظل التذبذب شديدًا، ما جعل المستثمرين أكثر حذرًا في اتخاذ مواقفهم. اللقاء بين وزير الخارجية البرازيلي ونظيره الأمريكي رفع سقف التوقعات، رغم عدم صدور قرارات ملموسة، بينما أضاف اجتماع الرئيسين ترامب ولولا في نهاية أكتوبر المزيد من عوامل عدم اليقين، حيث انخفض المخزون المعتمد إلى 447,773 كيسًا، وسجلت الأسعار تقلبًا بين 437.95 و408 سنتًا للرطل في اليوم الواحد. استمر الطقس الجاف حتى نهاية أكتوبر، مع توقع موجة أمطار من الأرجنتين نحو جنوب ميناس لدعم الزهور الأخيرة للموسم، ما منح بعض الراحة للتنبؤات المتعلقة بالمحصول القادم.

مع بداية نوفمبر، بدا اتجاه السوق أكثر وضوحًا. أغلق الأسبوع الأخير على KCH6 عند -2.26% وRCF6 عند +6%، مع فارق نيويورك – لندن عند –165.06. استمر المخزون المعتمد في الانخفاض ليصل إلى 402,069 كيسًا، بينما بقي 51,406 كيسًا في مرحلة الانتظار تحسبًا لوصول دفعات جديدة من القهوة البرازيلية لشهادة الاعتماد في أنتويرب.

على صعيد الأسعار، شهد الأسبوع بداية مرتفعة بعد إعلان إزالة 10% من التعرفة الجمركية، وهو أقل من توقعات السوق، ما دفع بعض المشاركين لإبرام صفقات محلية محدودة وشراء كميات صغيرة من كونيلون، بينما ظل نشاط السوق FOB محدودًا بسبب فروقات الأسعار غير الجذابة لأفضل الأصناف. هذا التسلسل يعكس حذر السوق، إذ استجابت الأسعار جزئيًا للإعلانات الجمركية، بينما بقيت فروقات الأسعار عاملًا مقيدًا أمام توسع التداول المكثف.

بلغت ذروة الأسبوع يوم 21 نوفمبر، بعد أن ألغت الولايات المتحدة الرسوم الإضافية بنسبة 40% على بعض المنتجات البرازيلية، بما فيها القهوة التي وصلت الموانئ بعد 13 نوفمبر. فور الإعلان، هبطت أسعار نيويورك مباشرة، ما منح المستوردين الأمريكيين فرصة لتحديث الأسعار وإحياء الطلبات القديمة، بينما سحب بعض المصدرين عروضهم استجابة للتراجع الحاد في السوق. أعطى هذا الإجراء السوق ميلًا هبوطيًا مؤقتًا، مدعومًا بالعوامل الموسمية مثل الأمطار في البرازيل التي حسنت توقعات المحصول القادم.

على مدار هذه الأشهر الثلاثة، أثبت سوق القهوة أنه كيان حي يتفاعل مع كل حدث، حيث لعب انخفاض المخزون المعتمد، الرسوم الجمركية، والتقلبات المناخية دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسعار. من سبتمبر إلى نوفمبر 2025، أكد السوق أهمية المتابعة الدقيقة لكل عامل وفهم تأثيره على العرض والطلب العالمي، مؤكدًا أن التحليل المدروس لأي معلومة، سواء كانت سياسية أو تجارية أو مناخية، هو مفتاح اتخاذ القرارات الاستراتيجية الناجحة في عالم القهوة.