جودة البن الأخضر تبدأ من التخزين: كل ما تحتاج معرفته

وفي هذه المرحلة الحساسة، تلعب ظروف التخزين دورًا محوريًا في الحفاظ على خصائص الحبوب أو في تدهورها بشكل تدريجي. فالبن الأخضر ليس مادة خام عادية، بل هو منتج زراعي حيّ يتأثر بعوامل البيئة المحيطة به، من حرارة ورطوبة وضوء وأكسجين. وأي خلل في تلك الظروف قد يؤدي إلى فقدان النكهات، وظهور طعم غير مرغوب به، مما يؤدي إلى انخفاض القيمة السوقية للمنتج.

واحدة من أهم العوامل التي تؤثر على جودة البن أثناء التخزين هي درجة الحرارة. يُفضَّل أن تُخزَّن الحبوب في درجات حرارة معتدلة ومستقرة، تتراوح غالبًا ما بين 15 إلى 20 درجة مئوية. هذا النطاق يساعد على إبطاء التفاعلات الكيميائية داخل الحبة ويمنع تحلل الزيوت العطرية أو تسرّبها. أما التغييرات المتكررة في درجة الحرارة فقد تتسبب في تمدد وانكماش الحبة، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للرطوبة وتدهور بنية الحبة الداخلية.

الرطوبة أيضًا عنصر حاسم في معادلة التخزين. تحتاج الحبوب إلى بيئة ذات رطوبة نسبية متوازنة تتراوح عادة بين 50% و60%. عند انخفاض الرطوبة المحيطة، تميل الحبوب إلى الجفاف الزائد، مما يفقدها مرونتها ويجعلها أكثر هشاشة أثناء التحميص. أما إذا ارتفعت الرطوبة إلى مستويات تتجاوز 65%، فإن الحبوب تصبح بيئة خصبة لنمو العفن والفطريات، مما يؤدي إلى ظهور روائح غريبة ونكهات “كرتونية” أو “رطبة” تؤثر سلبًا على جودة القهوة في فنجانها النهائي.

من الجوانب الأخرى المهمة في علم تخزين البن هو مفهوم “نشاط الماء” أو (Water Activity)، والذي يشير إلى كمية الماء المتاحة للتفاعلات الحيوية داخل الحبة. يُوصى بالحفاظ على نشاط الماء عند مستويات تتراوح بين 0.45 و0.55، وهي مستويات كافية للحفاظ على ليونة الحبة من جهة، ومن جهة أخرى تمنع نمو الميكروبات أو الكائنات الدقيقة الضارة.

أما عن فترة التخزين نفسها، فإنها تلعب دورًا في تحديد ما إذا كانت الحبوب ستظل طازجة ومليئة بالحياة، أم ستفقد نكهتها تدريجيًا لتُصنَّف لاحقًا كمحصول قديم. غالبًا ما يُنصَح بعدم تجاوز فترة 12 شهرًا من التخزين، خاصة في حال لم تُستخدم عبوات محكمة الإغلاق أو تقنيات التفريغ الهوائي.

نوعية التغليف أيضًا عامل لا يقل أهمية. فالأكياس التقليدية المصنوعة من الجوت تسمح للحبة بالتنفس، لكنها في المقابل تمتص الرطوبة من الهواء وقد تتسبب في دخول روائح خارجية. أما الحلول الحديثة مثل أكياس GrainPro أو الأكياس المفرغة من الهواء، فهي توفر حاجزًا محكمًا ضد الأكسجين والرطوبة وتساعد على إطالة عمر الحبوب دون أن تفقد خصائصها.

ولا يمكن الحديث عن تخزين البن دون الإشارة إلى أهمية الحماية من الضوء المباشر والأكسجين، فهاتان القوتان الخفيّتان تسهمان في تدهور الزيوت العطرية وتغيير تركيب الحبة الكيميائي، مما ينعكس في النهاية على جودة النكهة. لذلك يُفضل دائمًا تخزين الحبوب في بيئة مظلمة، داخل عبوات معتمة ومحكمة، وعلى رفوف مرتفعة بعيدًا عن الأرضية الرطبة.

في المستودعات المتخصصة وشركات تجارة البن الأخضر بالجملة، تُطبَّق نظم صارمة لمراقبة ظروف التخزين، مثل تركيب أجهزة استشعار للرطوبة والحرارة، واعتماد جداول دقيقة لتدوير المخزون وفق مبدأ "الأقدم يُستخدم أولاً". كما يتم توثيق كافة بيانات الدُفعات الواردة، بما في ذلك تاريخ الاستلام ومحتوى الرطوبة ونوع التغليف، مما يساعد على تتبع جودة كل دفعة ومراقبتها حتى تصل إلى العميل.

إن الاستثمار في تخزين البن الأخضر ليس مجرد إجراء لوجستي، بل هو خطوة استراتيجية تضمن وصول منتج عالي الجودة إلى المحامص والعملاء، وتحافظ على سمعة المورد وثقة السوق فيه. فمن خلال توفير الظروف المثالية للحبوب، تضمن الشركات استمرار تقديم قهوة متفوقة، تعبّر عن أصلها الزراعي الغني وجودتها التي تبدأ من التخزين وتنتهي في فنجان القهوة.

في شركة حبوب القهوة المحدودة، ندرك تمامًا أن جودة البن الأخضر لا تبدأ من المزرعة فحسب، بل تمتد لتشمل كل مرحلة تمر بها الحبة، وخاصة أثناء التخزين. لذلك نعتمد أعلى المعايير العالمية في إدارة المخزون، من حيث ضبط درجات الحرارة والرطوبة داخل مستودعاتنا، وتوظيف أحدث تقنيات التغليف والتعبئة لضمان الحفاظ على خواص البن ونكهاته الأصلية. كما نلتزم بأنظمة مراقبة دقيقة وتوثيق شامل لكل دفعة تصلنا، ما يتيح لنا ضمان الشفافية والجودة العالية في كل عملية توريد.

نحن لا نكتفي بتوريد البن، بل نحرص على أن تصل الحبة لعملائنا – سواء من أصحاب المحامص أو رواد الأعمال – بكامل جودتها، لتكون قاعدة مثالية لقهوة تُروى بفخر وتُقدَّم بثقة.

نضع بين يديك منتجًا تمت العناية به في كل تفاصيله، بدءًا من اختيار المحصول وحتى تخزينه وفق أعلى المعايير العالمية.

سواء كنت صاحب محمصة، أو رائد أعمال يبحث عن مورد موثوق، نحن هنا لنمنحك التجربة التي تستحقها.
تواصل معنا الآن عبر هذا الرابط لاكتشاف محاصيلنا الحصرية والفاخرة، وطلب عينة مخصصة تناسب احتياجاتك، من شريك يعرف تمامًا ماذا تعني كلمة "جودة".